الخميس، ١٧ يناير ٢٠٠٨

المشهد الأول: وقعت ... خلاص

تنزاح الستار عن ديكور كلاسيكى لمكتب الوزير تتصدر نصفه الأيمن آريكه تتسع لشخصين من جلد نبيذى وضعت أمامها طاوله صغيرة علي يمينها جهاز تليفون، وفى وسطها باقة ورد جافة وعدة ملفات، وفى الركن الأيسر بعمق الخشبة وضعت مائدة بيضاوية متوسطة رصت حولها خمسة مقاعد، امام كل واحد منها ميكرفون صغير. يمينها على الحائط المواجه للجمهور يوجد باب عريض لدخول المكتب وفى الجهة اليمنى يوجد باب آخر صغير يؤدى للحمام. مكتب الوزير على الجهة اليسرى، عليه أجهزة تليفون أخرى وبضع ملفات وصورة بحجم كبير لافت للنظر لزوجته، وفى الخلف عند الركن الأيمن بعض دواليب أو مكتبة.
________
الوزير عويس البنهاوى يقف من على مقعد مكتبه وظهره للجمهور، يعبث فى أزرار تليفونه المحمول، ثم يلقيه أماه وهو يتأفف ويرفع سماعة تليفون من تلك الموضوعة أمامه، يضرب رقما بسرعة، يتنهد وهو ينتظر، ثم يبدأ فى التحدث وهو ينظر لصورة زوجته:
- أيوة يا ماما.... آ... لامو..، سور... لا مؤاخذه يا فيفى يا حبيبتى ... انا اسف ... والله نسيت انك بتكرهي كلمة يا ماما دي.... يووه ... باقول لك.... (ينظر للسماعة ثم يضعها، مبديا امتعاضه من غلقها الخط فى وجهه، وينظر للصورة، فينتابه الخوف) يتصل بها مرة أخرى وهو يرسم على وجهه ابتسامة مصطنعة: - انا اسف يا روحى واللهى.. ما قصدتش... بقولك نسيت...حاضر هانسى اصلي البيئة.... ابن كلب صح ... واط... آآ... حاضر .... آسف ... آسف (يقولها ويتلفت حوله) ...طيب.... نعم؟ (يقولها بفزع) إيه.. مين... ؟ اجيب لك وانا راجع كوليه الماظ؟ .... وحر؟ آ...آ... طيب حاضر...هابعت حد من الموظفين عشان....حاضر حاضر ماتصرخيش ح اجيبه بنفسي... أنا بس مابعرفش في الألماظ... قلنا حاضر.... انت خارجة؟ لا لا مش عايز اعرف فين يا حبيبتي براحتك... متشكر قوى (يقبل السماعة بتزلف وهو ينظر إلى الصورة... يسير وهو يعبث فى تليفونه المحمول نحو باب الحمام وهو ينظر بطرف عينه نحو الصورة، ويهمس: - (وماله بقى الجناينى، ماهو وزير قد الدنيا أهوه، وآنيكي يام شعر عيره) يرن التليفون فيفزع ويدخل الحمام جريا:(صوت من الخارج) - اتفضل يا إكسلانس، نورتنا واللهي، اتفضل يا فندم.... - (يدلف الضابط مدحت النمرسى من باب الدخول بظهره ويسير خطوات بنفس الطريقه وهو يطأطئ ظهرة ويعدله، مكررا جملة الترحيب) يدخل جلال بك من الباب بخطوات متعجله مرتديا بدله صيفيه فاتحة اللون وقميصا برتقاليا مزهزها، وفى الجيب منديل حريرى يتدلى على صدره وفى طرف فمه سيجار لم يشعله، ويدور برأسه وبجسده فى المكان وقد ارتسمت على ملامحه أمارات الزهق: - مش معقول كده يا ... يا سيادة العميد، ساعة استناه، كتير عليا كده، انت عارفنى أنا دايما روحي فى مناخيرى، والمواضيع اتأخرت أكتر م اللازم يشير له مدحت بالجلوس على طاولة الاجتماعات وهو يهز رأسه تزلفا ومحتفظا بابتسامته المصطنعه، لكن جلال لا يجلس ويظل يدور برأسه فى المكان. تدخل السكرتيرة وراءهما بخطوات متعجله وترجرج جسدها عن عمد، تتجه ناحية جلال الذى يتأمل باستغراب البنطلون المحلى بالترتر الذى ترتديه، ويصعد بنظره للجاكت متجاوزا كرانيش ترتج مع حركتها. تميل السكرتيرة نحوه بصدرها الضخم وتبربش فيقع على كرسى: - مستشر جلال....دو يو وانت آه دريك ينظر اليها جلال ببلاهة واستغراب وهو يهز رأسه: - نعم... د ... إيه؟ - دريك ... دريك يا إكسلانس...يوووو عاوز دريك حاجة؟ عندنا هاف تي... كوفي برفيكت.... جنزاابيل... حلبه ستونز - يعنى ايه كوفى بيرفكت...
- مظبوط
- آه... اطلبيلى فنجان قهوة مظبوط لو سمحتي - اوكيه....( تشير إليه بلهجة بلدى آمره) انظبط بقى ع التشير واقعد عدل على ما الدريك يجيلك.... ثم تنادي بصوت حاد مسرسع وبميوعه يا حسن يا حسن يستدير مدحت الذى كان يتسمع ما يجرى فى حمام الوزير... يذهب داعيا جلال بيه للجلوس على الأريكه وسط الخشبة، ويخاطب جلال بك: اتفضل يا اكسلانس ... اتفضل ويجلسان على الاريكة ... يخرج مدحت من جيبه ولاعة يجربها عدة مرات فلا تشتعل... (تنادى سهير لحسن مرة أخرى وهى ترجرج جسدها ويتابعانها بنظرات مستغربة) (يدخل حسن بتكاسل مرتديا ملابس السعاة التقليدية وقد وضع على كتفه فوطه صفراء وتحت إبطه صينية فضية صدأة، يتجاهل وجود مدحت وجلال ويذهب مباشرة لسهير) - آفندم يا مدام سهير - آ... (تتأمل وجهه ثم تقول بلهجة آمرة وهى تبتسم لجلال) كب كوفي مزبوت للمستشر... كويكلى - هه ... يقولها حسن متصنعا عدم الفهم.. طب احط كويكله عليه ازاى... مش فاهم يا مدام تقترب من صدره وتعدل له خصلات شعره البادية من أسفل الطاقية وهى تقول بميوعه (قوللى يا سوسو بس) ثم تنتبه لوجود جلال ومدحت المستغربان من سلوكها... فتبتعد... وهى تهمس بلهجتها البلدى: - واحد قهوة مظبوط مدحت الذى كان يحاول مرة أخرى إشعال الولاعة ينظر لحسن بقرف وهو يشير له - هات كبريت يابنى للبيه يولع - مابادخنش ياباشا ينهره مدحت بزهق - يا بنى أنا باقولك هات للبيه نار يولع بيها السيجار مش بأقولك إديله سيجاره - طيب هاجيب النار لجنابه... (ينتفض جلال ويرسل نظرة قرف لحسن) يخرج حسن بتنطع فتخرج خلفه سهير يتحدث جلال بك الذى يكاد ينفجر الى مدحت هامسا فى غيبة سهير: - قبل ما الدريك يجي اسمعنى كويس. يدير عينه ناحية الباب ثم يتابع...اظن اتفاقنا بخصوص مصنع وارض جدي لساه ساري ... والا ايه؟ (يخرج جلال من جيبه ولاعة ذهبيه يشعل بها السيجار فيتأملها مدحت بإعجاب.. ثم يستدرك وهو يرسم علامات الاستغراب على وجهه) - مصنع وارض مين؟ يا اكسلانس دول مصنع وارض الدولة... بلاش الكلام ده هنا أرجوك - لأ....انت كده ح تزعلني....وانا قلت لك اللي انت عايزه ح تاخده.... بس ما تلاعبنيش إنت والراجل بتاعك لآخد عيالي وامشي...ولو الحكومة عرفت اني مشيت عشان زعلان منك إنت وهو (ويشير بطرف السيجار للحمام ) مش ح تقعد لا نت ولا هو في كراسيكم ولا مسافة ما تطفحو الدريك يدخل حسن ويضع القهوة امام رجل الأعمال ينظر مدحت باحتقار ويوجه غضبه من تهديد جلال لحسن: فين الدريك بتاعي يا حيوان حسن وهو يشيح بوجهه عن مدحت: - حاضر يا باشا....عصير القصب ح يجيلك حالا رجل الاعمال محاولا تجاوز حالة الشد بعد أن أوصل رسالة التهديد: ياااااااه انتوا عندكوا قصب؟ مع إن الصعيد بطل يزرع قصب. ( مدحت الذى يقلب راسه ليرسل عينه للخلف ليرى ان كان الوزير قد أنتهى من حمامه أم لا): - الوزارة بتستورده مخصوص للعصر، وفتحنا من شهرين محل عصير ريادى جنب الوزراة، ده مشروب صحى جدا يا فندم، يقولها وهو يكاد يقع للخلف- تصدق كنت بافكر أطلب شيح؟ - شيح إيه.... اهو الوزير شكله خلص حمامه، بلاش تقول قدامه حكاية جدودك دي خلينا فى قصة المشروع أحسن - نعم....؟ - مافيش داعي تزعل نفسك مننا يا اكسلانس انا باهزر معاك .. إهدى ... إهدى (يعدل هندامه وهو يخفض صوته) ويقول:- طيب مافيش داعي لهزار الفلاحين ده...املاكنا اللي اممها العساكر ح ترجع بيك او من غيرك قلت ايه؟ - بيا يا اكسلانس بيا...انت مالك عصبي كده... بس اسمع كلامى وامشى ورايا الشويه دول لحد ما يمضى بس (يتحركان مرة أخرى ناحية طاولة الاجتماعات) سهير السكرتيرة تدخل ومعاها ملفات: - ايه الاكسلانس تنشن وللا حاجة؟ عموما انا جبت معايا كل الفويل اللي ح تعمل له ديسكشن....اكسكيوزك يا باشا (تزيحه بصدرها بميوعه ونظرات مدحت تشجعها) ح اشرح لحضرتك الكتوتينت اللي في الفويل جلال بك بعصبيه: - لا والنبي يا ستي هاتي "الفويل" إنتى (يشد الملف ويغلقه أمامه) وانا هافهم الكتوتنت بتاعه لوحدي.... السكرتيرة (تشد الملف من يده وتدفعه مرة أخرى بصدرها وهو يبتعد): دي خريطة القرية اللي ح ناخدها من الفلاحين... جلال (وهو يبعدها عن كتفه): - قصدك اللي ح ترجعوها من الفلاحين....انا مش عايز واحد فيهم على ارضي (يشير بكفه لمدحت علامة المحو)....لما بيقعدوا في الارض بيطمعوا فيها انا ح اعملها مشروع سياحي السكرتيرة تستمر فى إغراءها لجلال: - شور شور... يو آر رايت....التوريستم دلوقت هو اللي بيكسب .... (يدخل حسن فتنعدل وتشير إليه) وممكن تاخد معاك من الوزارة ناس تساعدك.... يو نو يا جلال بييه؟ حسن ده مش ساعى عادى، ده معاه شهادة عالية ماكيستير في البيجولوجيا (تنظر لحسن فلا يعير كلامها اهتماما ويظل واقفا عند الباب يشيح بيده) وفيري جود فيري جود في الانجليش يعني واللهى جلال يرمقه بنظرة احتقار من فوق لتحت: - لا مش باحب اشغل الجعانين....بيطمعوا في فلوسنا بعد شوية حسن بعصبية موجها كلامه لسهير رغم أنه يخاطب مدحت: - يا باشا معالي الوزير في الحمام حضرتك ح تحتاجني في حاجة؟ - آ...آ... ايوة ما تفضل ياسي زفت واقف لحد ما نخلص... انت وراك ايه؟ - ورايا اكل (يشير بيده لفمه) ...اصلي جعان.... يتدخل جلال بسخرية: - طبعا جعان... - تشكر ياباشا يخرج الوزير من الحمام وبدا انه قد أخذ دشا لكن نسي أن يمشط شعره ، يسير بكبر وبخطوة سريعة ولا ينظر الى احد، يقف الجميع احتراما له ما عدا جلال الذى يقوم نصف قومه، يجلس عويس على رأس المائدة يتحدث بصوت به خنف قليلا وابتسامه يرسمها كأنه رأى جلال لتوه: - أهلا اهلا يا اكسلانس.... (ثم ينظر لمدحت) .. خير؟ تدفعه سهير قليلا وقد اخرجت من صدرها مشطا وهمست في أذن الوزير فهز رآسه وهو يبتسم لها فقامت بتمشيط رأسه ببطء شديد وهي تدلك رأسه مدحت واقف بجوار الوزير المستسلم لتمشيط سهير وينحني بمذلة حتى يلامس كتفه: - معالي الوزير.. الاكسلانس جاي بخصوص الموضوع اللي كلمت حضرتك فيه من شهرين، وحضرتك عجبك قوى (يقولها ويهز رأسه وهو يبتسم لجلال الذى مازال على غضبه) - آه...بخصوص المصنع والارض...فعلا انت كنت قلت ان المصنع بيخسر واحتمال يتحرق وان الارض حواليه تلتميت فدان ملك الدولة والمزارعين واخدينها بوضع اليد.... جلال يحاول تذكير الوزير باتفاقهما السابق: - تمام كده معاليك....حضرتك عارف اني من اكتر رجال الاعمال وطنية و... الوزير مقاطعا جلال وراسما على وجهه ابتسامه ثقه: - لا لا لا يا جلال ... ما احبكش تقول كده.... (ثم يهتف كأنه يلقي محاضرة) كل رجال الاعمال بتعوعنا عندهم وطنية على قدم المساواة (ينظر لمدحت وسهير المبتسمان بثقة وهما يؤكدان كلامه بهز الرأس) احنا عايزين نبطل التخوين...فيه سياسات جديدة... سياسات شابة، ومتينة، وفكر جديد ... فبلاش بقى الكلام القديم ده يقف الوزير فيتحرك الجميع وراءه – بما فيهم جلال –يكادون يلتصقون به فى صف واحد وهو يتجه للأريكه.
قبل جلوسه مباشرة يشير الوزير بيده لمدحت فيعطيه مدحت أذنه فيهمس الوزير
- المرة عايزة كوليه وخاتم ألماظ حر النهاردة
فيهمس مدحت
- سالك بامر الله معاليك
ثم ينظر الوزير الى جلال مخاطبا اياه بصوت عال متصنعا انه يكمل خطبته عن الفكر الجديد - مش كده يا جلال بيه ينظر له جلال ويتصنع ابتسامه ويهز رأسه بالموافقة، يشير بالجلوس، فيقف مدحت بجانب كتفه الايسر وبجانبه سهير ويجلس رجل الاعمال على يمينه ويقف حسن الذي يتصنع بانه مشغول بنقل فنجان القهوة على الصينية ويضعه على يمين الوزير) يوجه الوزير حديثه لحسن هامسا: وحياتك يا حسن هاتلى فنجان قهوة م البن الغامق بتاعى احسن الصداع ماسك دماغى....(ثم ينظر مرة اخرى الى رجل الاعمال وهو يتصنع الابتسام) مشاغل الوزارة...بنخدم الناس ونتشتم...قلت لي ح تشتري المصنع والارض بكام؟

- كام ... ؟ يستغرب جلال وهو ينظر لمدحتتتدخل سهير سريعا فى الحوار وهى تعيد فرد الخريطة أمامها على الطاولة وتستكمل فردها على حجر جلال ولا تنسى أن تتحرش به فى حضرة الوزير الذى يتجاهل ما تقوم به: - معاليك الاكسلانس مستعد لتحمل الخسائر اللي في المصنع وحضرتك عارف ان السياسات النيو بتاعة البارتى والاستيت كلها بتختو نحو العولمة... جلال مزيحا الخريطه فى وجه سهير: - احنا عايزين نتكلم اكتر في التفاصيل معاليك....ومش ح نختلف .... اللي تؤمر بيه، إحنا كلنا فدا الوطن الوزير ينظر مرة اخرى للجميع كأنه يخطب فى حشد جماهيرى غفير: - اللي أأمر بيه إيه؟ ... لا.. استغفر الله... انا مش بأمر ... انا باخدم مصلحة البلد - مفهوم معاليك....كلنا عارفين كده، وكلنا فى خدمة الوطن (جلال يزغد مدحت مستحثا إياه على الكلام، فيهز مدحت رأسه كأنه كان سارحا) - أيوه يا فندم جلال بيه خدامة الوطن (يزغر له جلال)- خدام قصدى (يزغر له جلال ثانية)- بيه لا مؤاخذه .. بيهيبدأ مدحت وجلال في فتح الملف والخرائط ومناقشة الوزير بصوت خفيض بينما، السكرتيرة توجه خطابها لحسن الذى دخل لوضع القهوة امام الوزير: - بليز هاسان، قول لأونكل زكريا ما يدخلش اي فيزيتور من الباب عشان معالي الوزير مشغول الوزير منتبها لحديثها: - لا يا سهير افرضي الاكسلانس شريف وصل... باقول لك يا حسن نادي لي على عم زكريا يهم حسن بالخروج فيبادره مدحت بجليطة ودفعه فى كتفه: - انت يا حيوان ح تمشي وتسيب معالي الوزير وضيفه؟ مش يمكن يحتاجوا حاجة؟ - بس معالي الوزير عايزني انادي الحج زكريا.... (يشير بالصينيه فى يده فيكاد يخبط وجه مدحت) مدحت وهو يدفعه ثانية: - ما تعرفش تعمل حاجتين في وقت واحد؟ امال انت لازمتك ايه؟ ده انا باعمل عشر شغلانات في وقت واحد....بطلوا كسل بقى حسن من الغيظ ينادي باعلى صوته: - ابااااا....يا باااااااااباااااااااااا مدحت وهو يجذبه من قفاه: - ابا ايه يا حيوان تقوم سهير من مكانها منتفضة وهى تخلص ملابس حسن من يد مدحت وتنظر له فى دلال: - معلش يا باشا اصلك قلت له يفضل واقف عشان لما معالي الوزير يخلص الدريك... (تهرول ناحية حسن وتبتسم)...ايه يا حسن ده انت عايز جو يورسلف في داهية؟ روح ناديه وتعالى مدحت بغضب: - أما حيوان صحيح فكريني اخصم له سهير برجاء وميوعه وهى تنظر فى صدر مدحت وتعدل هندامه: - يا باشا هو ما يقصدش...هو بس ما فهمش حضرتك عايز ايه بالظبط ينظر عويس لموضعهما ويشير بيده: - وبعدين في الدوشة دي مش عارف اكلم الجدع... كل ده عشان حتة ساعي.. جلال مبتلعا كلمة الجدع: - لا لا هما كده معاليك ... دى أشكال ما بتفهمش... فهمهم على قدهم.... (يتصنع الضحك) قال معاه شهادة عالية.... حاجة زباله... من ساعة ما فتحوا التعليم للجرابيع واللى بيسموهم خريجين جامعة بقوا كلهم ولا البهايم..... (يعدل المنديل فى جيبه) طيب ما انا اهو معاليك، معايا ابتدائية قديمه....وجنابك يا معالي الوزير.... الوزير مقاطعا إياه بسرعه: - ما علينا ياجلال بيه... إنت ما قلتليش رأيك ايه في ان المصنع اللي احتمال لا قدر الله يولع... ولو مولعش هو آيل للسقوط على فكرة...وكمان الارض....مهددة بماس كهرباء لان الاهالي سارقين الكهربا جلال (باستهزاء): - أهالي؟ دول جرابيع... (يكمل بجدية)....بس انا ما قلتش معاليك لو لا قدر الله المصنع اتهد انا ح اشتريه انقاض..... ممكن لو قامت فيه حريقه بسيطه أدفع حق الحيطان، لكن المزرعة ما اظنش....ما اظنش انها تتحرق، ان شاء الله ربنا يستر وما يحصلش ماس ولا حاجة عشان انا عايز المزرعة زي ماهي بالشجر والمحصول اللي فيها.... جدى سعادة الباشا موصى عليها قبل ما يموت (يقولها ويكار يبكى) .... (يمتعض الوزير ويتنحنح مدحت، فيدرك جلال أنه قد قال شيئا غير مقبول فيتصنع الهزار... الله يرحمه بقى... هاهاها ... كان عارف إنى هاشترى الأرض دى، معاليك عارف إن القرية دى كانت زمان، قبل الثورة المباركة (يقولها بطريقة مسرحية) من أملاكه ينظر له الوزير شذرا ويجز على اسنانه، فيتدخل مدحت: - والله دي حاجات قديمه بقى ... خلينا فى الجديدة .... إحنا ولاد الجديدة ... يقولها ويضحك بلاهة... ثم يوجه حديثه همسا مسموعا لجلال (إيه يا اكسلانس انت فاكرنا ح نعملها عمد ولا إيه لا سمح الله) الوزير بتذمر: - باينه فاكر كده يا مدحت مدحت مربتا على كتف جلال ثم ينغزه: - العفو معاليك....الاكسلانس ما يقصدش كده خالص
فيغلق الوزير الملف وهو ينظر لجلال بك بثبات
- يقصد وللا ما يقصدش.....انا هاراجع نفسي في الموضوع ده.... وهاشوف سياسات الوزارة بتقول إيه...
ثم يقف ويسير بخطى بطيئة مطأطئا وكأنه يفكر
- انا ما اقدرش اطرد الفلاحين اللي بياكلوا وبيأكلوا البلد من عرقهم.....الارض دي ارضهم....حياتهم....ما اقدرش اقفل مصنع فاتح بيوت عمال
ثم يلتفت في حركة ميلودرامية نحو جلال بك
- الفلاحين يا جلال بك....الفلاحين والعمال....اصلنا، اهلنا، ناسنا، (ثم يرتفع صوته بآداء متصنع) هم اللي بسواعدهم السمرا كبرونا وكبرت معاها البلد
يرتبك جلال بك وينظر الى مدحت مستغربا
- الله الله الجو ماله قلب رد قلبي كده ليه
يستدير الوزير ليعطي ظهره الى الجميع ويشعل سيجارا بينما ينحني مدحت على جلال هامسا في اذنه فاذا بجلال صارخا
- كوليه وخاتم واسورة؟ والماظ حر كمان؟ مش كفاية المرسيدس وفيللا الساحل الشمالي....
يحاول مدحت تهدئته ويأمره باخفاض صوته
- ششششش....معالي الوزير اصله فلاح والعمال عنده اغلى من حياته
فيطأطئ جلال بك
- طيب يا سيدي
فيرفع مدحت صوته
- طبعا طبعا مش ح نختلف يا جلال بك....مش كده معاليك؟
يستدير الوزير وينظر نحو مدحت مبتسما
- لولا غلاوة جلال بك بس عليا....هي دي نقطة ضعفي
ثم يتقدم ليجلس على المائدة مرة اخرى يدخل عم زكريا بتباطوء يليه حسن، يشير إليه الوزير، خد تعالى يا زكريا، فيرد عم زكريا: - ايوة يا افندي.... يضحك جلال بك بصوت عالي ثم يحاول أن يغالب ضحكته: - افندي؟ هاهاهاهااها.... الوزير باستياء متجاهلا تريقة جلال بك: - يا عم زكريا...قلت لك ميت مره انا مش افندي، - لا مؤاخذه يا افندى يمتعض الوزير ويشيح بيديه استياء، يهم مدحت، ويزغد زكريا فى ظهره، وهو يتصنع الضحك: - قول يا معالى الوزير يا عم زكريا - حاضر ياباشا - ما تدخلش حد غير الاكسلانس شريف عم زكريا متساءلا: - طيب وانا ح اعرفه كيف إن ده اطسلاس شريف افندي ده؟ (يتدخل مدحت...
- هتعرفه لوحدك... هو شكله بيه كده... - يا عم زفت افهم، ويهم أن يدفعه فيجد يد حسن تحمى أبيه، ثم فجأة يضرب زلزالا المكان فيرتج كل شئ وترتعش الأضواء ويسمع هبد وطرقعات وصرخات من الخارج يجرى الوزير وجلال بك والسكرتيرة ومدحت وينزلون جميعا أسفل الترابيزة احتماء من التراب المنهمر من السقف، يظل عم زكريا واقفا مكانه وهو يحوقل ويستعيذ بالله: - لا اله الا الله ... لا حول والقوة إلا بالله... استر يا رب يجذبه حسن ناحية الباب وهو ينظر حوله بفزع ويثبت عينه للسقف المرتج: - يابا تعالى يابا المكان باينه هينهد على دماغنا...
- هو فيه ايه يا حسن...
- زلزال يابا... وبيقولوا لما يقوم زلزال نقف تحت حلق الباب، ده آأمن مكان يخرج الوزير وجلال والسكرتيرة لدى سماعهم كلام حسن لأبيه ويندفعون نحو حلق الباب طاردين الاثنين من مكانهما، ويقفون تحته والوزير يقول لحسن مفزوعا: - اعمل حاجة يا حسن... يرد حسن الذى يحاول ستر رأسه من التراب الساقط: اعمل ايه يعني؟ جلال بك صارخا: - وقف الزلزال يا حيوان....اتصل باي حد وقول لهم معالي الوزير متضايق من الزلزال ده بلاش تهريج مدحت مؤكدا على كلام جلال: - أيوه قلهم كده يمسك حسن سماعة التليفون ويلقيها: - التليفونات مقطوعه يطل مدحت برأسه من تحت طاولة الاجتماعات وهو مفزوع:
- كده... ويخرج مسدسه ويضرب طلقات في الهواء يستتبعها صراخ من السكرتيرة وفزع من الوزير ورجل الاعمال ويصرخ الوزير فيه: - إيه الجنان اللي بتعمله ده يا مدحت مدحت مستمرا فى إطلاق الرصاص على السقف فيزداد سقوط التراب: - انا ح اعرف اوقفه عند حده الكلب ده عم زكريا ساخرا من الجميع وموجها كلامه لمدحت: - يا باشا ده زنزان بتاع ربنا هاتوقفه ازاى يعني - هاوقفه وسع (يفسح له وهو يقول له مستغربا:- باقولك ربنا الوزير صارخا ومفزوعا: - اتصلوا بيه حسن وعم زكريا يضحكان: هاهاها ونقول له انك متضايق....بنقول لك ربنا معاليك ربنااااااا جلال هامسا لسهير الملتصقة به: - انتوا مش واخدين احتياطات ضد الزلازل سهير مولولة: - يا لاااااااااهووووووووووتييييييييييي (ثم تبدأ في اللطم وضرب صدرها بكفها) هأموت يامااااه... ح اموت ياما ناقصه عمر مدحت محاولا التغلب على فزعه: - اكتمي يا بت يا سيدة... بطلى صريخ ينضم لهم تحت حلق الباب وهو يدفع الوزير محاولا أن يجد لنفسه مكانا تحت حلق الباب والوزير يدفعه: - ما تقلقش معاليك كل شيء تحت السيطرة آآآآآه (يدفعونه فيقع وتدحرجه هزة قوية فيزحف ليعود ممسكا بحلق الباب) (يسحب حسن اباه ليحتميا تحت طاولة الاجتماعات) سهير تستمر فى ولولوتها البلدى وصراخها الحيانى ضاربة صدرها وهى تبكى: - يا حوستى يامه ياخراشى يامه... يادهوتي ... يا دهوتي..... (تنظر حولها) ده حتى الظابط وقع امال انا ح يحصل فيا ايه جلال مستاء من التصاقها به: - اخرسي بقى ياوليه باقولك (ويستدير غاضبا نحو الوزير) ... يا عويس انت مش عامل احتياطات ضد الزلازل؟ يدفع الوزير جلال بعيدا عن حلق الباب مستغربا من مناداته باسمه مجردا: - انا معالي الوزير يا افندىجلال يعود ويدفعه عن حلق الباب: - وزير إيه يا جناينى يا عره، إنت نسيت نفسك... الوزير مفزوعا ومنكمشا ومستغربا: - نعمل له احتياطات ازاي يعني.... - أهى دى آخرة مجانية التعليم يا لمامه، ناس جهلة زيك يبقوا وزرا.... الوزير بيبص يلاقي حسن وابوه تحت الترابيزة فيزجرهما: - انتوا بتعملوا ايه تحت حسن يرد من تحت الطاولة: - ماهم بيقولو إن من الاحتياطات بتاع الزلزال اننا نقف عند حلق الباب او ننزل أحسن تحت الترابيزات يندفع الوزير وجلال والسكرتيرة ومدحت تحت الطاولة ويدفعون حسن وأباه خاج الطاولة يأخذ حسن أباه مرة أخرى نحو حلق الباب: - تعالى يابا نقف هنا تحت حلق الباب.... جلال بك مفزوعا: - هو انهي اءمن يا دكتور حسن، عندك تحت حلق الباب وللا هنا تحت الترابيزة؟ حسن ساخراً: - باقول لك ايه ما تحط راسك تحت حلق الباب ورجليك تحت الترابيزة جلال وهو يحاول مد جسده: - بجد؟ يسحب عم زكريا حسن من يده: - يابني العمر واحد والرب واحد سيب لهم الترابيزة وحلج الباب وتعالى نجعد على الكنبة دي انا رجلي فيها مارتيزم ومش جادر اجف يجلسان على الاريكة ويبدأ عم زكريا في لمسها: ياااااا دي ناعمة وحلوة جوي ياد يا حسن...يا حلاوة يا ولااااد ... ده العز حلو، ويمد يده فى جيبه فيخرج راديو ترانزستور صغير ملفوف بأستك يمسك بطاريات خارجية، يقلب المحطات غير آبه بأصوات التهدم والصرخات، يتوقف عند محطة أم كلثوم... تشدو وهو يهتز طربا "صالحت بيك أيامى وسامحت بيك الزمن" يقفز الوزير من تحت الترابيزة: - انتوا قاعدين على الكنبة ليه؟ حسن وأبوة يقومان فى صوت واحد:عشان نموت.... زهقنا خلااااص؟

طالع يا فجر بكره: أغنية البداية

قبل فتح الستار تنطلق أغنيه بصوت أنثوى فلاحى

تسجينا يا ذل الليل
وتسجى
من عكارك عنيه
بس الجلوب لساها بيضة
شراجى
الأرض ما تعرف زيك
دنيه
الأرض طاهرة
للى يفلح ويزرع جنته
وسط الجلوب العفية
جمر العشق فيها والع
ياليل الذل
يابو موال صبح ماسخ
تاه الحر فى ضلامك
وبيرتع خسيس في ضلامك الواسع
طولت ياليل
ونهارنا محبوس ورا ميت مانع
بس الأكاده ياليل
إن فجر بكره
طالع
طالع

الجمعة، ١١ يناير ٢٠٠٨

أول الكلام

هذه المسرحية هي مرآة صغيرة حاولنا بها أن نعكس ما يحدث فى مصر الآن، نتمنى أن تروا من خلالها ما نرى .. وربما أكثر

الحكاية

ينهار مبني وزارة الزراعة بسبب زلزال ضرب البلاد خلال اجتماع الوزير عويس البنهاوى ورجل الأعمال جلال بك النمرسى. لكن يبقي الجناح الموجود به مكتب الوزير دون ان ينهار بعد أن سدت كل المداخل والمخارج وصار الجميع حبيسي المكان في انتظار المجهول، اما الموت مع انهيار هذا الجزء أو انتظار الانقاذ والخروج من هذا المأزق.


الشخصيات


الوزير الدكتور عويس البنهاوي
وزير الزراعة واستصلاح الاراضي

شخصيه تافهة ومتسلقة بلا أى حيثية تؤهله لهذا المنصب الرفيع. وصل للمنصب الوزاري بالمصادفة، حيث كانت السيدة الأولي - التي لها حصة من الوزراء تختارهم بنفسها – تمارس عناداً مع رئيس الوزراء، الذى يحاول تقليص نفوذها، وأرادت أن تثبت للجميع أنها صاحبة كلمة نافذة، وليست مجرد عقيلة الرئيس، فقررت أن ترشح ضمن حصتها - رغم أنوف الجميع - شخصا لا يتخيلون مجرد جلوسهم معه. وجدت ضالتها فى عويس البنهاوى، جنايني حديقة القصر الجمهوري، ذلك الحلنجى، المتزلف، والفاشل بامتياز، فقررت تعيينه وزيراً للزراعة واستصلاح الأراضى، وتمسكت به، فنزل الجميع على رغبتها، وكان لها ما أرادت. وباضت دجاجة الحظ لعويس فى القفص الوزارى آلاف البيضات الذهبية بعدما صار معالى الوزير.

العميد مدحت عاصم
قائد حرس الوزير ومساعده المقرب

ضابط مرور سابق، تعرف عليه الوزير قبل الوزاره حينما كان جنايني بالقصر الرئاسي، جمعتهما الصدفة بعد أن ضرب مدحت عويسا علقه ساخنة لمخالفته المرور بعربة نصف نقل كان ينقل بها أصص زرع لقصر الرئيس، واشتكاه عويس لأحد ضباط الحرس الرئاسى الذى عاتب مدحت بقسوة فعرض مدحت أن يصالح عويس، وقد حدث، ثم تشاركوا جميعا في حفل مزاج كان عويس خادمه.

وكان ما كان من تعيين عويس وزيرا، فكانت فرصة العمر لمدحت، فاستحلف عويس بحق الأيام الخوالى أن ينقذه من المرور وبهدلته، فتوسط له عويس لدى وزير الداخلية ليكون حارسه الشخصي، وقد كان، وقربه منه حتى صار معاونه الأوحد قريبا ورجل الوزارة النافذ والمرعب آيضا، الذي لا يصل شئ للوزير إلا من خلاله.

وجد مدحت فى مكتب الوزير ضالته، حيث صار من الميسر له أن يقوم بتشهيل عمليات الفساد وأن يعمل وسيطا لرشي الوزير.


حسن زكريا
فراش الوزير

شاب صعيدى، وسيم، خريج كلية العلوم، فشل في الحصول علي وظيفه في كلية الزراعة أو الالتحاق بوظيفة بحثية بمركز البحوث الزراعية رغم تخرجه بتفوق ونيله للماجستير.

ظل لسنوات يعمل فى وظائف حرفية مؤقته آملا فى أن يقبل بوظيفة تناسب مؤهلاته. لكن تباعد به الأمل فقبل أن يتوسط له أبوه
عم زكريا الذي يعمل فراشا بمكتب وزير الزراعة كي يعينه مكانه خصوصا وقد بلغ به السن مبلغه ، وافق حسن علي العمل لمعرفته انه لن يستطيع ان يحصل علي دخل مثل الذي يجلبه بوفيه مكتب الوزير من الوظيفة التي يحلم بها.

سهير شاكر
سكرتيرة الوزير

امرأه في بدايات الاربعينات تزوجت وهى صغيرة زيجة فاشلة، وهربت من بيت الزوجيه فى بلدتهم الواقعة بالدلتا، وتلقفتها الشوارع، فاحترفت الدعاره فى القاهرة، وقبض عليها فى إحدى المرات، فخلصها مدحت من الجريمه بطرقه الملتوية، آدرك كلاهما آنهما مناسبان لبعضهما، قبلت
أن تكون تابعه له، وقد عرفت انه عنين ويحتاج لامرأة تستر عجزه أمام الناس، وهى تحتاج لمن يحميها ويتيح لها أن تعمل فى ممارسة الرذيلة بحرية، وليس هناك أنسب من ضابط فاسد.

مع وصول عويس للوزاره سنحت الفرصه لمدحت ولها ان يدخلا الوزاره ويسيطرا معا علي الامور فيها، تستخدم موهبتها كعاهرة محترفه فى إغواء كل من يحيطون بها. تقوم بتنظيم حفلات الوزير واستقبالاته كما تستجيب لاحتياجاته الجنسية عند اللزوم وجهزت مكتبه بحمام جاكوزي وحجرة نوم فاخره.

وقعت فى غرام حسن، ولا تمل من محاولة التقرب منه، ويشدها تمنعه عنها أكثر إليه وهي تحميه أحيانا من بطش مدحت وأحيان أخري تهدده انها تستطيع استبعاده وتستطيع ان تضره عن طريق علاقتها بمدحت

جلال بك النمرسي
مستثمر

رجل اعمال من بقايا الاقطاع، كل حلمه في الحياة ان يستعيد اراضي عائلته التي اممتها الثورة، جاهل ومتغطرس، يتعامل مع الناس بكبرياء وتصنع، لكنه فى الحقيقة وضيع ويمارس الفساد والرشوه ويشتري بماله الذمم من اجل تحقيق هدفه.

يستخدم مدحت لتسهيل استيلاؤه علي الاراضي التي تملكها الدولة والاوقاف الزراعية واي ارض يستطيع وضع يده عليها بابخس ثمن


عم زكريا
عامل الأسانسير بمكتب الوزير

أقدم عامل فى الوزارة، ساعى عجوز رفض المعاش رغم بلوغه سن التقاعد، والد حسن، يحاول التعايش مع الظروف من حوله، علمته السنون حكمة الصبر، مع تقدمه فى السن قبل الوزير أن يحل حسن محله، وعينه فى وظيفة أخف هى عامل آسانسير الوزير

الخميس، ١٠ يناير ٢٠٠٨

كلام مهم قبل السلام: المدونة المسرحية

هذه الفكرة هي عمل ظل يراودنا منذ فترة، انتاج عمل أدبي مشترك من خلال ورشة كتابة مفتوحة، كانت المدونات هي الملاذ، حجم الاتصال عبرها يزيد، في الحقيقة تعرفنا من خلال هذه الوسيلة الرهيبة، وجاءت الفكرة مع تزايد روح السخرية فيما نكتب، روح ساخرة تضحك بمراره علي واقع عجزنا أن نغيره، فهربنا إلي الأدب عله يكون بابا للتغيير، نواره نجم هي صاحبة جبهة التهييس الشعبية المشهورة بأم المدونين، وعبده البرماوي مدون مستقيل تختلط شخصيته منذ فترة بسائق توك توك اسمه سيد مراد، يديران هذه المدونة فقط، ربما أتيا بالفكرة، ربما وضعا لبنتها، لكن تطورها واتمامها بشكل جماعي هو الأهم وهو مهمة الجميع هنا.

ليس مهما أن تكون كاتبا محترفا أو موهوبا بل الجمي يستطيعون استدعاء خيالهم وتحويل ذائقتهم لمشاهد ومواقف، سنتولي نحن الصياغة، وسنحاول أن نجمل تعليقاتكم وآرائكم فيما نكتبه، سنطور في هذا النص يوميا حتي نراه اكتمل... ساعتها سنترك المدونة للتاريخ هاهنا ونفتح مدونة أخري بفكرة أدبية جديدة.

نعم السؤال الذي راودك لن نجيب عنه. لو قرر أحدهم شراء العمل سنبيعه وسنأخذ نحن المقابل المدفوع فيه، لكن تأكد أننا سنتبرع بجزء منه لوجه الخير، نعم .... نسبة تلاته ف الميه.... لا تغضب سنجعلها خمسة ف الميه من أجل عيونك. وربما لو جئتنا ع القهوة تحصل علي مشروب ساخن علي حسابنا، صفقة مربحة... أليست كذلك؟

يمكنك التعليق علي بناء الشخصيات ومسار الأحداث وكتابة حوار بديل لأي جزء وطرح أسئله عن أي جزء

عفوا... سنحذف كل مشاركه تخرج عن إطار الورشة المسرحية، ونرحب فقط بمن يلعب معنا هذه اللعبة وضمن حدودها.


تحياتنا
المؤلفان الرسميان

نواره نجم
عبده البرماوي